دنيا الحب المدير
عدد المساهمات : 96 تاريخ التسجيل : 27/08/2011 العمر : 27 الموقع : https://bladalrafedain.ahlamontada.com
| موضوع: 6 ملايين زائر يحيون ذكرى مقتل الإمام الكاظم في بغداد السبت يونيو 16, 2012 3:34 am | |
| وكالات:
لم تمنع التفجيرات الإرهابية التي وقعت الأربعاء الماضي واستهدفت في معظمها مواكب الحجاج الشيعة، حشود الزائرين المتوجهين سيرا على الأقدام صوب القباب الذهبية الشامخة في مدينة الكاظمية شمال بغداد، لإحياء ذكرى مقتل الإمام موسى بن جعفر الملقب بـ«الكاظم»، وهو سابع الأئمة المعصومين لدى المسلمين الشيعة. تأدية هؤلاء الحجاج لمراسيم هذه الزيارة رغم المخاطر ومشقة رحلتهم الطويلة، يعتبرها البعض منهم إصرارا على مواجهة ما تعرضوا له في مناسبات سابقة خلال السنوات التسع الماضية من هجمات انتحارية وتفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة راح ضحيتها عشرات الآلاف منهم، ونفذها ضدهم متطرفون من تنظيم «القاعدة» والمجموعات المسلحة التي ترتبط به. ويقول الشاب علي إبراهيم، احد سكان مدينة بغداد تعليقا على ذلك، إن «المشاركة في هذه الزيارة بمثابة السير في طريق الحق الذي يجسده النبي محمد صلى الله عليه وسلم والأئمة المعصومين من أهل بيته، كما أنها نوع من مجابهة الأعداء من المتطرفين الذين يشوهون صورة الإسلام بتعصبهم وتعاليمهم وأفعالهم الخاطئة»، مستشهدا بالتفجيرات الأخيرة التي أعلنت السلطات وقوف جماعات القاعدة وراء تنفيذها. هذه الرحلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر، ابتدأت منذ أسبوع تقريبا عندما انطلقت طلائع الزائرين من مدينة البصرة في أقصى الجنوب، إلى كركوك التي تحاذي حدود إقليم كردستان شمالي البلاد، حيث أمضى بعض الزوار ما بين 3 الى 7 أيام سيرا على الأقدام وصولا إلى مدينة الكاظمية العريقة التي تقع في جانب الكرخ من العاصمة العراقية. ويُحيي المسلمون الشيعة مراسيم هذه المناسبة التي قتل فيها إمامهم السابع مسموما في قعر احد سجون الخليفة العباسي هارون الرشيد، سنويا في اليوم الخامس والعشرين من شهر رجب، الذي يصادف حلوله هذا العام في الـ15 من يونيو الجاري. وعلى طول الطرق المؤدية إلى مرقد الإمام الكاظم وحفيده محمد الجواد(ع) في جانبي العاصمة (الكرخ، الرصاقة) انتشرت مواكب ومجالس العزاء وخدمة الزائرين التي تقدم أنواعا مختلفة من المأكولات والمياه الغازية والعصائر، ويتوافر فيها أماكن مكيفة لأخذ قسط من الراحة، وكذلك انتشرت المفارز الطبية الحكومية التي سهرت على خدمة الزائرين طوال الأيام الماضية. احياء مراسيم الزيارة وطقوسها تم وسط إجراءات أمنية مشددة أدت إلى إغلاق عدد من الطرق والشوارع الرئيسية لبعض مناطق العاصمة، وانتشار واسع لقوات الأمن من الجيش والشرطة والاستخبارات بزي مدني في الطرقات المؤدية إلى مكان المناسبة الدينية. كما حلقت طائرات مروحية عسكرية لرصد ومراقبة الحركة أثناء الزيارة تحسبا لأي تهديد امني. هذا الحشد الأمني رافقه إعلان السلطات المحلية الخميس الماضي، عطلة رسمية للدوائر الحكومية بغية تأمين الحماية لجموع الزائرين، لا سيما بعد أن وقعت سلسلة هجمات منسقة بسيارات ملغومة في عدة محافظات خلفت وراءها قرابة المئة قتيل وضعفي هذا الرقم من الجرحى الذين لا يزال بعضهم راقدا في المستشفى يتلقى العلاج. أجواء الحزن خيمت على المشاركين في هذه المناسبة الدينية حيث ارتدى معظمهم الملابس السوداء، كما غطى اللون الأسود الشوارع الرئيسية التي احتشد على امتدادها مئات آلاف من الزوار بينهم نساء وأطفال، وقام بعض الزوار بترديد أناشيد حزينة بصوت عال بينما عمد آخرون إلى اللطم على صدورهم والبكاء على صوت موشحات دينية حزينة، ووضع معظم الرجال قطع قماش خضراء على رؤوسهم، وحمل بعضهم رايات خضراء وسوداء أو حمراء. ويتوقع القائمون على المرقد الديني، أن يصل عديد مؤدي طقوس هذه الشعيرة السنوية التي ستبلغ ذروتها اليوم السبت، قرابة 6 ملايين زائر، بينهم زوارا قدمو من دول خليجية وإيران وبلدان إسلامية أخرى، فضلا عن مئات العراقيين المغتربين في دول المهجر ومعهم عدد من الأجانب الذين تأسلموا على يد أبناء الجالية العراقية المنتشرة في عدد من البلدان الأجنبية. ورجح الأمين العام للعتبة الكاظمية فاضل الانباري، أن تصل أعداد الزائرين إلى مدينة الكاظمية إلى أكثر من ستة ملايين زائر، فيما أكد أن المدينة يصلها في شكل يومي 12 ألف زائر بينهم زوار جنسيات عربية وأجنبية منذ الاثنين الماضي. وقال الانباري، أمس، «من الممكن أن يصل أكثر من ستة ملايين زائر إلى الكاظمية لأداء زيارة الإمام موسى الكاظم»، لافتا إلى أن «ما يميز هذا العام عن الأعوام الأخرى بدء وصول الزائرين إلى المدينة بشكل مبكر». وسخّر عدد من الجهات الحكومية بينها وزارات خدمية جهودها لخدمة الزائرين ووضعت أسطولها البري الذي يتكون من مئات مركبات وشاحنات كبيرة لنقل الزائرين إلى مناطق سكنهم أو اقرب نقطة حيث تتجمع مركبات النقل الخاص والعام، بعد انتهائهم من تأدية مراسيم الزيارة المليونية. وتدفق الزائرون صوب المرقد الديني الشريف، في ظل أجواء مناخية صعبة جدا، حيث وصلت درجة الحرارة العظمى إلى حدود 50 درجة مئوية، بينما بلغت نسبة الرطوبة مستويات مرتفعة في النهار والمساء على حد سواء.
المصدر:موقع بلاد الرافدين
| |
|